في الصراع اليمني بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي من جهة والحوثيين من جهة ثانية، كثيراً ما تكررت التساؤلات حول سبب جمود الجبهات العسكرية التابعة لحزب "الإصلاح" في اليمن، ولماذا يُفضّل الحزب عدم اتخاذ موقف حاسم في التقدّم نحو العاصمة صنعاء، برغم توفير الدعم الكامل من "التحالف العربي"، الذي يعتبر أنّ إبعاد الحوثيين عن الحدود الدول العربية هي مسألة أمن وطني للدولة.
حزب "الإصلاح" اليمني، المحسوب على "الإخوان المسلمين"، ظلّ يستفيد من انضوائه تحت غطاء الشرعية، ويحاول غير مرة لتمديد نفوذه وبسط سيطرته على محافظات اليمن الجنوبية. لم يكن هذا مفيداً لإستراتيجيات "التحالف العربي" ، و لم يُقدّم الحزب إضافات حقيقية لصالح "التحالف العربي" في مواجهته في اليمن. لقد أخفق الحزب الإخواني في محاولاته بسط هيمنته على المناطق الجنوبية، الأمر الذي دفع قيادات عسكرية جنوبية إلى تخيير حزب "الإصلاح" بين خيارين: إما وضع ثقله العسكري والسياسي في معركة صنعاء، وهي المعركة الأساسية للحكومة الشرعية والتحالف، وإما الاستمرار في توجيه جهوده المعلنة والخفية نحو عدن، العاصمة المؤقتة المحررة.
0 Comments: