عثر عمال علي ثلاثة جثث مدفونة منذ أشهر عن طريق الصدفه اثناء إجراء تعديلات بمكان خلفي داخل استاد "لوسيل" بمدينة "لوسيل" شمال الدوحة , وكانت الجثث مرتدية ملابس خاصة بالعاملين في انشاء الاستاد , وتم التعرف علي الجثث عبر تفتيش ملابسهم لتكون جثتين منهم عاملين من "الهند" والجثه الثالثة عامل من "نيبال" , وذكر احد العاملين ان الثلاثة عمال قد اختفوا فجأة في ظروف غامضة منذ مايقرب من سنة , حيث انهم انقطعوا عن العمل دون الإبلاغ ولم يعودوا الي مسكنهم لأخذ اغراضهم, ولذلك ظن الجميع انهم قاموا بالهرب من الظروف القاسيه التي يعيش بها العاملين في انشاء الملاعب القطرية المستضيفة لكأس العالم 2022 , وقال المصدر انه عندما ابلغ العمال عن العثور علي تلك الجثث واخبروا ادارة الموقع , أتت بعدها سيارة سوداء بدون لوحة أرقام ونزل منها أربعة أفراد مرتدين ملابس وقائيه وماسكات تخفي وجوههم تُشبه ملابس كورونا وكأنهم تابعين لوزارة الصحة العامة
وشددت الادارة علي العاملين المتواجدين في المنطقة بعدم الحديث والتكتم علي الامر والا اذا سيتم توجيه لهم المسائلة القانونية واتهامهم في قتل الثلاثة عمال , وقد شعر العاملين بالخوف من البوح والحديث عن الامر لكي لايتم اعتقالهم وتلفيق التهم لهم , واصبح الحادث كاملاً طي الكتمان لا يعرف عنه احد , وقد حدثت الواقعه صباح يوم أمس الاربعاء داخل استاد "خليفة الدولي" في الدوحة , وعلق أحد السياسيين علي الواقعه وقال "أنه من المعروف للعالم ان هناك الكثير من العمال لقوا مصرعهم خلال تشييد الانشائات الخاصة بمونديال كأس العالم 2022 في قطر بسبب الظروف المعيشيه القاسية للعاملين وبسبب درجة الحرارة القاسية الغير مناسبة للعمل الخارجي تحت اشعة الشمس ولكن كان يتم اجبار هؤلاء العمال علي ذلك , وايضا كانت الادارة القطرية المسئولة عن العمال تأخذ منهم جوازات سفرهم لكي يتم تقييدهم ولا يستطيعوا السفر والهروب من مصيرهم داخل الاراضي القطرية"
وفي تقرير سابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" قال: "يخضع العمال الوافدون في قطر لنظام عمل استغلالي يعرضهم لخطر العمل الجبري، إذ يحاصرهم في ظروف عمل تهدد حقوقهم في الأجور العادلة والأجر الإضافي والسكن اللائق وحرية التنقل والقدرة على اللجوء إلى العدالة , وان هذه الانتهاكات الخطيرة والممنهجة لحقوق العمال الوافدين في قطر عادة ما تنبع من نظام الكفالة الذي لم يُلغَ بعد، وهو النظام الذي يربط تأشيرات العمال الوافدين بأصحاب عملهم ويقيّد كثيرا قدرتهم على تغيير صاحب العمل , ومنذ أن أُوكلت لقطر مهمة تنظيم بطولة كأس العالم، "كان هناك توثيق مكثف لما يتعرض له العمال الأجانب الذين يتقاضون أجورا زهيدة من إساءة واستغلال يعدان، في بعض الأحيان، عملا بالسخرة، واتجارا بالبشر"
وفي عام 2014، أفاد "مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق المهاجرين" كذلك بأن "الاستغلال متفش، وكثيرا ما يعمل الوافدون دون أجر، ويعيشون في ظروف دون المستوى" , وبالرغم من الوعود القطرية بإصلاح قوانين العمالة، "فلا يزال مثل هذا الاستغلال للعمال مستمرا على نطاق واسع حتى الآن"، وفق منظمة العفو.