ميليشيا الحوثي تبدأ خطة لإخلاء بلدات في شرق صنعاء وتحرق المزارع والمنازل
في تطور خطير يعكس تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، بدأت ميليشيا الحوثي بتنفيذ خطة لإخلاء بلدات في المناطق الشرقية من العاصمة صنعاء. هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من التحركات العسكرية والسياسية التي تتبعها الميليشيا لتعزيز سيطرتها على الأراضي وتضييق الخناق على المعارضة وتشمل هذه الخطة الوحشية عمليات إحراق متعمدة للمزارع والمنازل في البلدات المستهدفة، مما يتسبب في دمار واسع النطاق وتشريد عدد كبير من السكان. وفقًا لتقارير محلية وشهادات من الأهالي، قامت الميليشيا بتدمير مصادر رزق العديد من الأسر، حيث تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للدخل للكثيرين في هذه المناطق.
نتيجة لهذه الأعمال، تضاعفت معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم مضطرين لترك منازلهم وأراضيهم والبحث عن مأوى آمن في ظل ظروف قاسية والنزوح القسري يضيف أعباء جديدة على كاهل هؤلاء المدنيين، الذين يواجهون بالفعل نقصًا حادًا في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فبحسب تقارير الأمم المتحدة ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة وإن أعمال ميليشيا الحوثي الأخيرة تزيد من تعقيد هذا الوضع المتردي، وتعمق مأساة السكان المدنيين.
أثارت هذه الأعمال استنكارًا واسعًا من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي. فقد دعا العديد من الناشطين والدبلوماسيين إلى تدخل فوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين كما طالبوا بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة بشكل عاجل وإن ما يحدث في شرق صنعاء ليس مجرد حدث عابر بل هو جزء من صراع أوسع يحتاج إلى حل شامل و الحل السياسي الذي يتضمن جميع الأطراف المعنية هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة اليمنيين. يجب أن تلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات جادة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.