ما كُشف عنه في "جامعة الإيمان" داخل صنعاء من كميات أسلحة وذخائر بعد الانقلاب "الحوثي" لم يكن سوى واحدة من حقائق التستر، التي تؤكد أن فرع الجماعة في اليمن كان مُعدًا للعدة ومتحفزًا للانقضاض على السلطة، وهو ما حاولوا له جاهدين بمحاولتهم التخلص من الرئيس "صالح" في تفجير جامع النهدين ومع سقوط صنعاء لم تخُض عناصر الجماعة معركةً تُذكر، بل إنهم سلموا للانقلابيين حتى غرف نومهم، وفروا من البلاد تاركين إياها تواجه مصيرها.
لجأ تنظيم الإخوان الإرهابي إلى إثارة فقاعات سياسية لا جدوى منها، في محاولة لبعثرة الأوراق وخلطها سياسيا و البداية كانت مع تلويح حزب الإصلاح بخروجه خارج إطار التوافق الذي تحقق في مشاورات الدول العربية وما أفضت إليه من خطوات سياسية وإدارية في وقت لاحق، أعلن تنظيم الإخوان الإرهابي تجميد هذا التلويح، وهو ما روجت له منصات إعلامية تابعة للتنظيم بشكل مباشر أو تميل بالولاء له بحثا عن مكاسب ونفوذ في كلتا الخطوتين، حاول الإعلام الإخواني إظهار الأمر على أنه سيحمل تغييرات في المشهد السياسي والعسكري، لكن في واقع الحال فهذا غير صحيح بالمرة.
فعند إعلان تنظيم الإخوان الإرهابي التلويح بالانسحاب لم يتغير أي شيء بل على العكس زاد حجم الضغوط على التنظيم فزادت خسائره في أنحاء شتى وتحديدا في شبوة وأبين امتدادا إلى المهرة وحضرموت أراد تنظيم الإخوان صناعة هالات وفقاعات سياسية، لكن من الواضح أنه فشل أيضا في هذا المخطط، فلجأ إلى الإعلان إنهاء هذا التلويح بالانسحاب على حد ما نشرته وسائل إعلام تابعة له خلال الساعات الماضية.
وتكشف هذه التطورات أن حجم الضغوط التي يتعرض لها تنظيم الإخوان ربما تكون غير مسبوقة، فالتنظيم يخسر الأرض كما يخسر في السياسة، وهو أمرٌ سيكون له مردود إيجابي جدا على واقع ومسار قضية شعب الجنوب لترويج إعلام الإخوان للتراجع عن التهديد يمثل إقرارا بفشل التنظيم في محاولة تحريك ورقة الضغط السياسي، فلم يعد أمامه على الأرجح إلا محاولة إبقاء نفسه طرفا سياسيا وإن كان غير مرغوب فيه، مع توسيع دائرة انتهاكاته على الأرض، وهو ما تجلى في الاعتداءات على مواطني وادي حضرموت في الساعات الأخيرة.
0 Comments: