تعد محافظة تعز أكثر محافظة تتمرد ضد الشرعية كونها خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الاخواني الذي يختصر مفهوم الدولة في السلطة، ويعتبر السلطة غاية يتم التعامل معها وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" ففي حين كل القوى الوطنية والمكونات السياسية المناهضة للانقلاب الحوثي تعمل جاهدة على استعادة مؤسسات الدولة ولو في شكلها التي هي عليها، يعمل حزب الإصلاح على الانتقائية بحيث يوافق على ما يتوافق مع مصالحه وهواه فقط ويرى الإصلاح أن رئيس الجمهورية شرعي، والبرلمان مؤسسة شرعية وإن كان يعمل على تعطيل عمله، لكنه بالمقابل يرى أن المجالس المحلية غير شرعية، وأن عودة عملها يهدد ما يقول عنه إنه التوافق.
ويعمل حزب الاصلاح على تعطيل المؤسسات والمكاتب التنفيذية طالما لا تخضع لسيطرته بشكل كامل، ولذا فهو وعلى عادته بتوزيع الصكوك الدينية وتكفير من يشاء، يعمل اليوم على توزيع صكوك الوطنية، متبعاً في ذلك هواه، وهواه كله في السلطة ويقف الإصلاح أمام كل القرارات التي يتخذها المحافظ لاصلاح وضع المحافظة، عندما لاتصب في مصلحته، وينعت اعلام الإصلاح المعيينين الجدد بالفاسدين وهو الغارق بالفساد والفوضى كل هذه السنوات ولايتوانى لحظة في التحريض على قيادة السلطة المحلية وبشكل مستمر بهدف ترهيبه وابتزازه سياسيا وذلك من أجل أن يحمي عناصره الفاسدة التي لاتزال في مواقع المسؤولية بالسلطة.
واجه الإصلاح دعوة المحافظ لتفعيل مؤسسات الدولة بالرفض والتمرد هذه المرة سياسيا، كونه سبق وتمرد عسكريا في شبوة منذ شهرين، ونظم في تعز مظاهرات جماهيرية لإغلاق مبنى المحافظة لايقاف هذا التوجه في سلوك بشع من سياسة الابتزاز السياسي التي يتقنها ويقوم بها حزب الإصلاح وبشكل فاضح. والإصلاح بذلك يريد تعطيل مؤسسات الدولة في سلوك مشين خوفا على المكاسب الذاتية التي استحوذ عليها في سنوات هادي العبثية ويعمل على استمرايتها مع الرئيس اليوم من خلال توجيه العليمي لمحافظ تعز بوقف اجتماع المجالس المحلية والذي يعد مخالف للدستور ولقانون السلطة المحلية ومن غير المعقول ان يوجه الرئيس بارتكاب مخالفة للدستور والقانون وهو في موقع يتوجب عليه حماية الدستور والقانون وليس مخالفتهما رضوخاً لمطامع حزب الإصلاح وبحث رضاهم.
0 Comments: