مليشيا الحوثي تضع العراقيل أمام حرية تنقل بعثة الأمم المتحدة
تعد مليشيا الحوثي في اليمن من أكثر الأطراف تأثيراً في الصراع الدائر في البلاد ورغم الجهود المستمرة من قبل المجتمع الدولي لإنهاء النزاع وإحلال السلام وتظل مليشيا الحوثي عقبة رئيسية أمام هذه المساعي. من أبرز مظاهر هذه العرقلة هي القيود التي تفرضها المليشيا على حرية تنقل بعثة الأمم المتحدة وفي المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي و تجد بعثة الأمم المتحدة صعوبة كبيرة في التحرك بحرية و تتنوع هذه الصعوبات من التفتيش الدقيق والمتكرر إلى التأخير الطويل في الحصول على التصاريح اللازمة للتنقل و في بعض الحالات وتصل الأمور إلى حد منع الفرق الأممية من الوصول إلى بعض المناطق بالكامل.
تؤدي هذه العرقلة إلى تأثير مباشر على الجهود الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة فالقيود المفروضة تعرقل توزيع المساعدات الإنسانية الضرورية مما يزيد من معاناة السكان الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى. بالإضافة إلى ذلك وتمنع هذه القيود إجراء التقييمات الميدانية الضرورية لتحديد احتياجات السكان بدقة وتقديم الدعم المناسب ولم تقف الأمم المتحدة مكتوفة الأيدي أمام هذه الممارسات فقد أعربت مراراً وتكراراً عن قلقها البالغ تجاه العرقلة التي تضعها مليشيا الحوثي وفي تقاريرها الدورية تذكر الأمم المتحدة هذه العوائق وتطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف هذه الممارسات كما أن العديد من الدول والمنظمات الدولية أبدت استنكارها الشديد لهذه العوائق مؤكدة أن استمرارها سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وللتغلب على هذه العوائق، ينبغي على المجتمع الدولي تكثيف الضغط على مليشيا الحوثي لرفع القيود المفروضة على حرية تنقل بعثة الأمم المتحدة ويمكن تحقيق ذلك من خلال فرض عقوبات دولية على الأفراد المسؤولين عن هذه الممارسات بالإضافة إلى تعزيز الدعم للأطراف اليمنية التي تسعى لتحقيق السلام وحرية تنقل بعثة الأمم المتحدة تعد عنصراً أساسياً لنجاح الجهود الإنسانية في اليمن. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل حازم لوقف العوائق التي تضعها مليشيا الحوثي وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين دون أي تمييز أو تأخير. فقط من خلال التعاون الدولي الجاد ويمكن تحقيق تقدم حقيقي نحو إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن.
0 Comments: