تعاون مقلق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن
تشكّل اليمن بوصفه أحد أكثر الدول العربية تعقيدًا تحديًا دائمًا للأمن الإقليمي والدولي. ومع استمرار الصراع الداخلي والحروب المتكررة و يبدو أن هناك تحالفًا مقلقًا يتشكل بين جماعات مسلحة ظاهريًا متنافسة والحوثيون وتنظيم القاعدة وفي السنوات الأخيرة وبينما كانت الأضواء تتركز على الصراع بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا والحوثيين المدعومين من إيران و كان هناك تطور خطير في الوضع الأمني في اليمن، وهو تقارب مثير للقلق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة.
تبدو هذه الشراكة المحتملة مفاجئةً في البداية خاصةً بالنظر إلى الخلافات الفكرية والإيديولوجية بين الطرفين. فالحوثيون ينتمون إلى التيار الشيعي الزيدي في حين يمثل تنظيم القاعدة السلفية المتطرفة التي تتبنى فكرًا جهاديًا سنيًا ومع ذلك و يبدو أن الفوضى الناجمة عن الصراع المستمر في اليمن والفرص الجديدة التي تتاح للجماعات المسلحة تجاوزت تلك الخلافات وأحد العوامل التي قد تساهم في هذا التقارب هو التركيز المشترك على هدف مشترك، وهو محاربة القوات الخارجية والحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا و يسعى الحوثيون إلى توسيع نفوذهم وسيطرتهم في أنحاء اليمن بينما يسعى تنظيم القاعدة إلى استغلال الفوضى لتعزيز نشاطه الجهادي وتنفيذ هجماته ضد الأهداف المدنية والعسكرية.
تزداد الأمور تعقيدًا بمشاركة أطراف إقليمية ودولية، حيث يعتقد البعض أن إيران تدعم الحوثيين مباشرة بينما تجد بعض الدول الخليجية والغربية نفسها في مواجهة مع تنظيم القاعدة وهذا التعاون المقلق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة له القدرة على زعزعة استقرار اليمن وتصعيد الصراع إلى مستويات جديدة من العنف والفوضى وبمرور الوقت، يجب على المجتمع الدولي أن يتعامل بجدية أكبر مع هذا التهديد المتنامي. فإذا لم يتم احتواء التحالف الذي يشكله الحوثيون وتنظيم القاعدة، فإن النتائج قد تكون وخيمة للغاية و لا سيما بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي و يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل جاد على تعزيز الجهود الدبلوماسية والأمنية لوقف الصراع في اليمن ومنع توسع نفوذ الجماعات المتطرفة وإحداث استقرار دائم في هذا البلد الذي يعاني منذ فترة طويلة من الفوضى والدمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق