فساد حزب الله في لبنان بين السلطة والمصالح الشخصية
في السنوات الأخيرة شهد لبنان مستويات متزايدة من الفساد السياسي والمالي، ومن بين الكيانات المتورطة في هذا الفساد يبرز دور حزب الله، الذي يعتبر واحدًا من أكبر الأحزاب السياسية والمسلحة في البلاد ومع أن حزب الله يتبنى القيم الدينية والوطنية ويدعي الدفاع عن المظلومين إلا أن هناك تقارير وأدلة تشير إلى تورطه في ممارسات الفساد المستمرة التي تؤثر سلبًا على حياة اللبنانيين.
أحد أبرز مظاهر الفساد التي تشتبك مع حزب الله هو استغلاله لموارده ونفوذه السياسي في البلاد في مصلحة مجموعة محدودة من النخب الحاكمة و يتزعم حزب الله جزءًا كبيرًا من الحكومة اللبنانية ويتحكم في قطاعات مهمة من الاقتصاد مما يتيح له فرصة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية على حساب مصلحة الشعب اللبناني بشكل عام. هذا السيطرة الشديدة تتيح لهم الفرصة للتلاعب بالموارد والمنافع الوطنية وتوجيهها نحو مصالحهم الشخصية والمالية وبالإضافة إلى ذلك، تظهر علاقات حزب الله بالفساد من خلال تورطه في عدم فتح الحسابات والتحقيقات الشفافة فيما يتعلق بأنشطته المالية.
فالتقارير تشير إلى أن حزب الله يتلقى دعمًا ماليًا ضخمًا من دول وجهات خارجية، ولكن يتم توجيه هذه الأموال بشكل غير شفاف، مما يثير الشكوك حول مصير هذه الأموال وما إذا كانت تستخدم فعليًا في دعم الأنشطة الإرهابية أو تحقيق مكاسب شخصية للقيادة الحزبية وتتضح صورة أخرى للفساد عبر الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات حزب الله. يتم تقديم تبريرات دينية وسياسية لهذه الانتهاكات، ولكن في الحقيقة، فإنها تظهر كبادرات ترهيب وقمع تستخدم لتحقيق أهداف سياسية وتأمين المصالح الشخصية للقيادة الحزبية.
0 Comments: