مليشيا الحوثي تختطف شاباً للضغط على والدته لترك عملها كـ "عاقل حارة" في إب
العنف والاستبداد يظهران بوضوح في العديد من النواحي في الحياة وقد يصل الأمر إلى حدوث أفعال غير إنسانية بشكل مروع و يُعد اختطاف الأفراد لتحقيق أهداف سياسية أو لفرض رغبات خاصة واحدة من تلك الأفعال الشنيعة و في هذا السياق و نجد أن مليشيا الحوثي في اليمن قد وصلت إلى مراتب متقدمة من التطرف والقمع وأحدثت آثاراً وخيمة على حياة الكثيرين.
تجسد أحداث مأساوية تلك الواقعة التي شهدتها محافظة إب في اليمن حيث اختطفت مليشيا الحوثي شاباً بريئاً بهدف فرض إرادتها على والدته و يبدو أن هذا الاختطاف لم يكن تصرفاً عابراً و بل كان يستهدف فرض سيطرة غير قانونية على حياة الأفراد والتأثير في قراراتهم الشخصية ويُشكل دور العاقل في الحياة اليمنية تقليداً اجتماعياً يتمتع بسمعة كبيرة حيث يعتبر مستشاراً للأسرة ووسيطاً في حل النزاعات والقضايا الشخصية ومن هنا تبرز خطورة استخدام الاختطاف كوسيلة لفرض إرادة مليشيا الحوثي حيث يصبح العاقل مرهوناً بالقرارات القسرية التي قد تؤدي إلى تشويه دوره وتقويض دوره الاجتماعي.
تثير هذه الأحداث تساؤلات حول استخدام القوة والترهيب كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وتحكم في حياة الناس وإن استهداف الأفراد العاديين سواء كانوا عاقلين أو من غيرهم، يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ويعكس استخداماً مشوباً بالظلم والتعسف وتتطلب مثل هذه الحالات تدخلاً فورياً من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتصدي للانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الحوثيون ويجب محاسبة الفاعلين وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء الذين يعانون من آثار هذه الأفعال البشعة.
0 Comments: