يمكن لرحلات البشر في بيئة الفضاء أن يكون لها آثار سلبية على الجسم. وتشمل الآثار السلبية الرئيسية من انعدام الوزن على المدى الطويل ضمور العضلات وتدهور الهيكل العظمي وقلة العظم الناشئ عن رحلات الفضاء.وتشمل الآثار الرئيسية الأخرى تباطؤ وظائف جهاز القلب والأوعية الدموية، وانخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء واضطرابات التوازن ، واضطرابات البصر، وضعف الجهاز المناعي. وتشمل الأعراض الإضافية إعادة توزيع السوائل (مما يسبب مظهر «الوجه البدري» النمطي في صور رواد الفضاء الذين يتعرضون لانعدام الوزن) وفقدان كتلة الجسم، واحتقان الآنف، واضطراب النوم، وانتفاخ البطن الزائد.
العديد من الظروف البيئية التي يعيشها البشر خلال رحلات الفضاء تختلف تماماً عن الظروف التي تطور البشر خلالها؛ إلا أن التكنولوجيا قادرة على حماية الناس من أقسى الظروف، مثل تلك التي تتسبب فيها سفينة فضاء أو بذلة فضاء. تلبى الاحتياجات الفورية لتنفس الهواء والحاجة للمياه الصالحة للشرب من خلال نظام دعم الحياة، الذي يمثل مجموعة من الأجهزة التي تسمح للبشر بالبقاء على قيد الحياة في الفضاء الخارجي. يوفر نظام دعم الحياة إمدادات الهواء، والماء والغذاء. كما يتعين على النظام كذلك المحافظة على درجة الحرارة ومستوى الضغط ضمن حدود مقبولة والتعامل مع فضلات الجسم. كما أن الحماية من التأثيرات الخارجية الضارة مثل الإشعاع والنيازك الدقيقة ضرورية كذلك.
بطبيعة الحال لا يمكن درء جميع الأخطار؛ ومن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة الإنسان المادية في الفضاء هي حالة انعدام الوزن، والتي تعرف بصورة أكثر دقة على أنها بيئة الجاذبية المتناهية الصغر. إن الحياة في بيئة مثل هذه تؤثر على الجسم عبر ثلاثة طرق هامة: فقدان الحس العميق، والتغيرات في توزيع السوائل، وتدهور الجهاز اعضلي الهيكلي طب الفضاء هو تطوير ممارسة طبية تدرس صحة رواد الفضاء الذين يعيشون في الفضاء الخارجي. الغرض الرئيسي من هذا المسعى العلمي الأكاديمي هو اكتشاف كيف وإلى أي مدة يمكن للناس البقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية في الفضاء، ومدى سرعة إعادة تكيفهم مع بيئة الأرض بعد العودة من الفضاء. يسعى طب الفضاء أيضاً إلى تطوير تدابير وقائية وتلطيفية بهدف تخفيف المعاناة الناجمة عن العيش في بيئة لا يتكيف البشر معها بشكل جيد.
0 Comments: