الثلاثاء، 25 فبراير 2020

حزب الاصلاح الاخوانى تحت رعاية اموال قطر


وردت مصادرُ إعلامية يمنية، أن قطر تقدم الدعم لحزب الإصلاح في اليمن، الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الدولة. وتوضح هذه المصادر أن هذا التدخل يهدف إلى إنشاءِ جناحٍ عسكري للجماعة؛ من شأنه أن يعزز قدرة حزب الإصلاح على توسيع نفوذه للهيمنة على الدولة؛ سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا(1).
ومن ثم، يسعى التقرير التالي إلى تقييم مصداقية هذه المصادر والتي تشير في الواقع إلى الأهدافِ السياسية التي تضمرها الدوحة من وراء تقديم الدعم لحزب الإصلاح. ومن المهم في هذا السياق فهم أن أي علاقة تربط بين قطر وحزب الإصلاح يجب أن تتم رؤيتها ضمن سياسات الدعم القطري طويل الأمد للإخوان المسلمين، وغيرهم من الإسلاميين، في مناطق الصراع المختلفة في الشرق الأوسط.
توسيع النفوذ الإقليمي :
حاولتِ الدوحة تعزيزَ دورها الإقليمي عقب اندلاع الربيع العربي، عبر دعم أفرع الإخوان المسلمين في دول عدة من تلك التي شهدت ثورات، لا سيّما تونس ومصر وليبيا(2). وهناك دلائل كثيرة تشير إلى أن هذا النهج القطري يمتد إلى اليمن. ففي كلمة له في أبريل 2011، قال الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح: “نستمد شرعيتنا من قوة الشعب اليمني العظيم، وليس من قطر، التي نرفض مبادرتها”(3). والأمر الذي بعث على هذا الرفض العلني القاسي للمساعي القطرية هو دعم قطر لحزب الإصلاح، الذي كان يلعب دورًا قياديًا في الجهود التي كانت جاريةً، وقتئذٍ، للإطاحة بصالح.
تعني سياساتُ الدوحة المتهورة؛ المتمثلة في إغداق الأموال على المتمردين الإسلاميين، أن المنظمات الإرهابية قد استفادت، في نهاية المطاف، من سخاءها. وتُعد سوريا حالة بارزة في هذا الصدد، إضافة إلى ليبيا ومالي. بل إن هناك تلميحًا من دائرة الاستخبارات العسكرية الفرنسية في عام 2013، بأن قطر قد ذهبت إلى أبعد من ذلك وأن قواتها الخاصة تقوم بتدريب مقاتلين على صلةٍ بجماعة “أنصار الدين”، فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل
وليس من المستغرب أن نجد جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة يعملان معًا ويضغطان في نفس الاتجاه. ذلك أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد دافع علنًا عن الاتحاد مع جماعة الإخوان المسلمين للعمل معًا ضد الغرب. وكما هو الحال مع العديد من الجهاديين المصريين، انضم الظواهري إلى التطرف الإسلامي من خلال سيد قطب، مُنظّر جماعة الإخوان المسلمين، الذي كتب عنه بشكل إيجابي في كتابه «فرسان تحت راية النبي». لذا، فقد تتسرب أموال قطر وأسلحتها بسهولة من جماعة الإخوان المسلمين إلى القوات المرتبطة بالقاعدة.
في ليبيا، دعمتِ الدوحةُ “لواء طرابلس” التابع لعبد الحكيم بلحاج. وكان بلحاج أمير “الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة”، التابعة لتنظيم القاعدة، إلى أن ألقت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية القبض عليه في بانكوك في عام 2004. وعندما حوّل بلحاج جماعته إلى حزب سياسي، أسماه “الوطن”، وتنافس في الانتخابات الليبية لعام 2012، فعل ذلك بدعم مالي قطري هائل. ورغم هذا الدعم، جاء أداء بلحاج سيئًا، ولم يحظ سوى بنسبة 3% فقط من أصوات الناخبين، وبالتالي لم يحصد مقاعد في مجلس النواب. علاوة على ذلك، فقد دعمت الدوحة حزب العدالة والبناء الليبي؛ جماعة إسلامية تابعة للإخوان.
وقد وصف مسؤولون أمريكيون الإسلاميين الليبيين بأنهم “متطرفون غير ديمقراطيين”، وأعربوا عن استيائهم من دعم قطر لهم. فعلى سبيل المثال، منعت الحكومة الأمريكية شركة أسلحة، تتخذ من ولاية أريزونا مقرا لها، من بيع أسلحة إلى قطر على أساس أنها ستذهب إلى الإسلاميين الليبيين
وفي سوريا، قدمت قناة الجزيرة الفضائية التي تسيطر عليها الدولة تغطيةً إيجابية لجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، وحاول بعض المسؤولين القطريين تصوير جبهة النصرة على أنها قوة معتدلة، مما وفّر تغطية واسعة -وساذجة- لإعلان جبهة النصرة أنها انفصلت عن تنظيم القاعدة. غير أن جهود قطر لتغيير تصور الغرب عن جبهة النصرة قد فشل فشلًا ذريعًا، على الرغم من أن قطر لا تزال تحاول لعب دور الوسيط بين الغرب والقوى المتطرفة. ومنذ يونيو 2013، تستضيف الدوحة حركة طالبان، التي تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.

0 Comments: