لو شارعوني عند ألف قاضــــي
طلعت نُهدة شقت الجبل طـــــــــول
شاصير على الفتان شهيد ومقتول
شاموت عطش والماء قدور وادواح
من المليح نظرة تــــــرد الأرواح
إنه الحب الحقيقي عندما تأتي حكايته من أهله المغرمين الذين من الممكن أن يقدموا حياتهم فداء لذلك الحب.. وكما جاء في الأبيات الثلاثة السابقة والذي يبدأ فيها الحبيب معلناً القسم واليمين بأنه لن يترك ذلك المحبوب مهما حاول البعض إقصائه أو إبعاده عنه ولو حتى عن طريق إفتاء وأحكام القضاة، فإنه لن يستجيب لأي مطلب قضائي يجبره على ترك حبيبته وكيف يترك حبيبة وهو من أجلها قد أطلق نهدة كبيرة خُيلت من قوتها أنها قد قسمت الجبل وشقته طولاً.
ولهذا من الممكن أن يذهب شهيداً أو يسقط قتيلاً لأجل حبيبه.. وكما يرى العاشق في البيت الثالث أنه من شدة عطشه قد يسقط ميتاً رغم توفر الماء بكل الأواني، إلا أن عطشه هنا ليس عطش الظمأ والحاجة الماسة للماء، ولكنه عطش العشاق حيث يرى هذا العاشق أن نظرة واحدة ممن يعشقه قد تعيد له الكثير من صحته المتدهورة القصة السابقة، تردد أبياتها بلحن معين، وتعتبر من أغنيات الأدب الشعبي الريفي، وهو ما يعرف بفن الملالاة.
والملالاة "فن شعبي غنائي يمني، تتكون من عدة أبيات موزونة بنفس الوزن، وكل بيت له قافية مستقلة، تفصل عند الغناء بمقطع صوتي يأتي بعد كل بيت، ويقتصر ذلك المقطع الصوتي على حرف اللام، ولأجله سميت الملالة بهذا الاسم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق