يبدوأن الرئيس التركى اردوغان لا يكتف بحبس المثقفين ومطاردة المبدعين الأتراك المعارضين لسلطته، لكنه أيضا يعمل بكل قوة على طمس الهوية التركية العلمانية، يمحو يوما بعد يوم مظاهرالعلمانية التركية، التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو قرن من الزمان، ليتبنى الخطاب الأصولى الرجعى، التى يضمن له بقاؤه فى السلطة من خلال ممارسة القمع السياسى والدينى والفكر.. وخلال عام 2019 قام نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بانتهاكات عديدة ضد الثقافة والتعليم فى تركيا، بل وعمل محو العلمانية من خلال مواقف عدة، حتى حول دولته لوطن من الرعب.
تحت عنوان "سعادة العائلة"، أصدر حزب العدالة والتنمية، الحاكم والذي يترأسه الرئيس التركى، كتيبا يدعو للعنف ضد المرأة، حيث يتضمن محتواه أفكارا شاذة، ويضم عبارات مثل "اضربوا المرأة التي تتجاوز الحدود"، ويعطي الكتاب نصائح محددة حول كيفية ارتكاب العنف ضد المرأة.
وفقا لجريدة "يني تشاغ" التركية، يذكر الكتاب أن المرأة التي تتجاوز حدودها يجب أن تضرب بشدة، كما يحتوي الكتاب على عبارات مثل: "اضربوا المرأة في مكان خفي عن أعين الناس وليس أمامهم"، "اضرب المرأة ولا تطردها إلى الخارج"، "لا تقل لأحد إنك ضربت المرأة".
ويبدوأن قصة الكتاب ليست بالجديدة، فبحسب عدد من المواقع التركية، وزعت بلدية شاهين باي، بمدينة غازي عنتاب، التابعة لحزب العدالة والتنمية، فى أغسطس الماضى، كتيبًا يحث الأزواج المتزوجين حديثا على ضرب زوجاتهم، غازي عنتاب، محافظة في جنوب تركيا حالياً يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة وتعد سادس أكبر مدينة فى البلد، ويسكنها خليط من القوميات التركية مع أقلية من الشركس، ويشتهر سكانها بأنهم محافظون بشدة.
مناهج اردوغان تنشر الارهاب
في تقرير نُشر فى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، إن التعليم بات تحت حكم إردوغان مجالًا آخر لإظهار الصدع الاجتماعي الذي ضرب تركيا، حيث يتهم الأتراك المرتبطون بالتقاليد العلمانية المؤسسة للجمهورية النظام الحاكم بإدخال الكثير من المواد الدينية المتطرفة، في حين يجادل المحافظون الذين يدعمون حزب العدالة والتنمية في كثير من الأحيان بعكس ذلك، حيث يرون أن الإصلاحات الجديدة تقدم القليل جدا من الدين.
وبحسب موقع "عثمانلى" التركى في عام 2017، أدت تغييرات الحزب الحاكم في المناهج الوطنية إلى مضاعفة التعليم الديني في المدارس الثانوية إلى ساعتين كل أسبوع وقطع نظرية تشارلز داروين للتطور من فصول العلوم، وفي المقابل شهدت تركيا طفرة في المدارس الدينية، المعروفة باسم مدارس الإمام خطيب، والتي تم تصميمها في السابق لإنتاج رجال الدين ولديها اليوم منهج تهيمن عليه الدراسات الدينية.
من إحصاء واحد، قفزعدد الطلاب في مدارس الإمام خطيب المتوسطة من أقل بقليل من 100000 في 2012-2013 إلى ما يقرب من 750 ألفا اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق