السبت، 7 سبتمبر 2024

الفيضانات دمرت حقولا زراعية بسهل تهامة الذي يعتبر سلة غذاء اليمن

 

تدمير حقول زراعية بسبب السهول

الفيضانات دمرت حقولا زراعية بسهل تهامة الذي يعتبر سلة غذاء اليمن


شهدت مناطق متعددة في اليمن تغيرات مناخية قاسية كان لها أثر بالغ على البيئة والمجتمع ومن بين هذه المناطق المتأثرة و يأتي سهل تهامة في مقدمة المناطق التي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة للفيضانات المتكررة و يعتبر سهل تهامة من أهم المناطق الزراعية في اليمن حيث يتمتع بأرض خصبة تمد البلاد بكميات كبيرة من المحاصيل الزراعية مما يجعله يعرف بسلة غذاء اليمن ويقع سهل تهامة على الساحل الغربي لليمن ويمتد على طول البحر الأحمر و يتميز هذا السهل بتربة غنية وخصوبة عالية، مما يجعله من أفضل المناطق لزراعة الحبوب، والخضروات والفواكه و يعتمد الكثير من سكان المنطقة على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل والمعيشة وتوفر هذه المنطقة الزراعية الاستراتيجية الكثير من الغذاء للسكان المحليين والمدن المجاورة و إضافة إلى كونها مصدراً هاماً لتصدير بعض المنتجات الزراعية.


 وشهد سهل تهامة فيضانات عنيفة تسببت في دمار واسع للحقول الزراعية مما أدى إلى خسائر فادحة في المحاصيل. الفيضانات المتكررة لم تؤدِ فقط إلى جرف التربة الزراعية بل تسببت أيضًا في إتلاف أنظمة الري وتدمير البنية التحتية التي يعتمد عليها المزارعون في إدارة حقولهم وهذه الأضرار أدت إلى نقص في الإنتاج الزراعي وبالتالي تفاقم أزمة الأمن الغذائي في البلاد التي تعاني أصلاً من صراعات طويلة الأمد ويرجع تزايد حدة الفيضانات إلى عدة عوامل، منها التغيرات المناخية العالمية التي أثرت على معدلات هطول الأمطار كما أن ضعف البنية التحتية، مثل السدود والقنوات المائية وعدم صيانتها بشكل دوري فاقم من آثار الفيضانات على الأراضي الزراعية بالإضافة إلى ذلك و يُعتقد أن تدهور الغطاء النباتي في المنطقة نتيجة للجفاف أو القطع الجائر للأشجار ساهم في زيادة خطر السيول والفيضانات.

تدمير الأراضي الزراعية في سهل تهامة لم يؤثر فقط على إنتاج المحاصيل بل أثر أيضًا على حياة آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للدخل. فقدان هذه الأسر لمصدر دخلها أدى إلى زيادة معدلات الفقر والنزوح من القرى إلى المدن بحثًا عن فرص عمل بديلة كما أن النقص في المحاصيل أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق، مما زاد من معاناة السكان، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن ومن أجل مواجهة تحديات الفيضانات في سهل تهامة، هناك حاجة ماسة لتطوير بنية تحتية قوية قادرة على التعامل مع السيول المتزايدة. يجب تعزيز أنظمة تصريف المياه وبناء السدود الصغيرة للحفاظ على المياه وإعادة توجيهها للاستفادة منها في الري. كما أن هناك ضرورة ملحة لتوعية المزارعين حول طرق الزراعة المقاومة للفيضانات وتحسين أنظمة الإنذار المبكر التي تمكن من الاستعداد المسبق لمواجهة الكوارث الطبيعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق