تصعيد مليشيا الحوثي بالتزامن مع مفاوضات مسقط يهدف لتقويض أي تقدم في الملف الإنساني
تستمر مليشيا الحوثي في التصعيد العسكري على مختلف الجبهات في اليمن وذلك بالتزامن مع مفاوضات السلام الجارية في مسقط. هذه التحركات تثير العديد من التساؤلات حول نوايا الحوثيين وتأثيرها على الجهود الإنسانية في البلد الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومنذ بدء الصراع في اليمن عام 2014، كانت مليشيا الحوثي تشكل عائقاً كبيراً أمام جهود السلام والاستقرار. ورغم المحاولات الدولية والإقليمية للتوصل إلى حلول سياسية، إلا أن الحوثيين غالباً ما يلجأون إلى التصعيد العسكري في أوقات حرجة من المفاوضات و هذا النهج يعكس استراتيجية واضحة لعرقلة أي تقدم يمكن أن يحرز في الملفات الإنسانية والسياسية على حد سواء.
الحكومة اليمنية ترى أن هذا التصعيد يهدف بشكل مباشر إلى تقويض أي تقدم يتم تحقيقه في مفاوضات مسقط فعندما تتجه الأطراف المعنية نحو تفاهمات تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني، يأتي التصعيد الحوثي ليضع هذه الجهود على المحك فالتحركات العسكرية الحوثية ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي محاولة لتعقيد الوضع الميداني والسياسي وبالتالي منع أي حلول إنسانية قد تنعكس إيجابياً على المواطنين ويشير المراقبون إلى أن الحوثيين يستخدمون التصعيد كوسيلة للضغط على الأطراف الأخرى في المفاوضات. فهم يدركون أن تعقيد الوضع الميداني يضع مزيداً من الضغوط على الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي مما قد يدفعهم إلى تقديم تنازلات أكبر في المفاوضات إلا أن هذا النهج يحمل في طياته مخاطر كبيرة حيث يؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين ويعقد الوضع الإنساني المتدهور بالفعل.
على الصعيد الإنساني، يؤدي التصعيد الحوثي إلى تدهور الأوضاع في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية فالقصف العشوائي واستهداف المدنيين والبنية التحتية يعمقان الأزمة الإنسانية ويزيدان من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وبذلك، يصبح المدنيون اليمنيون هم الضحية الأولى لهذا التصعيد حيث يعانون من نقص في الغذاء والماء والخدمات الأساسية وإضافة إلى ذلك ويؤثر التصعيد على جهود الإغاثة الإنسانية التي تبذلها المنظمات الدولية والمحلية. فمع تصاعد العنف وتصبح عمليات الإغاثة أكثر تعقيداً وخطورة مما يقلل من فعالية هذه الجهود ويزيد من معاناة السكان وبالتالي فإن تصعيد الحوثيين لا يؤثر فقط على الجبهات العسكرية، بل يمتد تأثيره السلبي ليشمل الجانب الإنساني بشكل مباشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق