الخميس، 16 مايو 2024

الحوثي وإيران.. حرب ثقافية لتغيير الهوية اليمنية

 

تغيير ثقافة اليمن بأكمالها

الحوثي وإيران.. حرب ثقافية لتغيير الهوية اليمنية


تعد الأزمة اليمنية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تطورت إلى صراع معقد يشمل العديد من الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية و يبرز الدور الذي تلعبه جماعة الحوثي في اليمن والتي تعتبر مدعومة بشكل كبير من إيران. يشتبك الحوثيون وإيران في حرب ثقافية تستهدف تغيير الهوية اليمنية وتأثيرها على المستقبل السياسي والثقافي للبلاد وتتبع إيران استراتيجية واضحة في تدخلها في الشؤون الداخلية لليمن، وتسعى إلى تغيير الهوية اليمنية وتشكيلها وفقًا لمصالحها الإقليمية و تقدم إيران الدعم المالي والعسكري والإعلامي لجماعة الحوثي وتسعى لتعزيز نفوذها في البلاد من خلال تأسيس أجندة شيعية تستهدف إحكام قبضتها على السلطة وتعزيز توجهاتها الإيرانية.

تستخدم إيران أدوات ثقافية لنشر تأثيرها في اليمن وتغيير الهوية الوطنية وتشمل هذه الأدوات النشر الإعلامي والتعليم والمؤسسات الثقافية والدينية و تهدف إيران إلى محو الهوية اليمنية التقليدية وتحويل اليمن إلى مستعمرة فكرية تابعة لها عبر ترويج الأفكار الشيعية الإيرانية والمقاومة الشيعية ضد السنة والتأثير في الفكر والثقافة الشعبية وتعمل جماعة الحوثي بناءً على التوجيهات الإيرانية وتشكل القوة الرئيسية في تنفيذ استراتيجية إيران في اليمن ويوجه الحوثيون جهودهم نحو نشر الأفكار الشيعية الإيرانية وتعزيز الانتماء إلى الشيعة الإيرانية وذلك من خلال ترويج المعتقدات والتفسيرات الشيعية والهجمات على السنة والأقليات الدينية الأخرى ويعملون على زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي في اليمن وزيادة الانقسامات الطائفية.


تترتب على الحرب الثقافية المشتعى بين الحوثي وإيران تأثيرات سلبية كبيرة على الهوية اليمنية والمستقبل السياسي والثقافي للبلاد و تزيد هذه الحرب من الانقسامات الطائفية والفكرية وتعمق الهوة بين الشيعة والسنة  مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وزيادة العنف في اليمن كما تقوض الحرية الدينية والتعايش السلمي بين المجتمعات الدينية المختلفة في البلاد وفي الوقت نفسه، يعاني الشعب اليمني من تدهور الظروف المعيشية وارتفاع معدلات الفقر والجوع والنزوح و يستغل الحوثيون وإيران هذه الأوضاع الصعبة لنشر تأثيرهم وزرع الانتماء الشيعي الإيراني، وبالتالي تقوية قبضتهم على السلطة وللتصدي لهذه الحرب الثقافية وحماية الهوية اليمنية ويجب أن يتعاون المجتمع الدولي والمؤسسات اليمنية المستقلة لمواجهة هذا التدخل الخارجي. ينبغي تعزيز الوعي الثقافي والديني بين الشعب اليمني وتعزيز التواصل والتعايش السلمي بين المجتمعات الدينية المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق