مليشيا الحوثي تنقل صواريخها ومسيراتها من الساحل للحد من خسائرها
منذ بداية الصراع في اليمن، اعتمدت مليشيا الحوثي على الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة كأدوات أساسية لتحقيق أهدافها العسكرية. ومع تصاعد الجهود الدولية للتصدي لتلك الهجمات وزيادة الضغط على المليشيات، بدأت مليشيا الحوثي في تبني استراتيجيات جديدة للحد من خسائرها، بما في ذلك تغيير مواقع نشر صواريخها ومسيراتها من الساحل إلى مناطق داخلية.
تحرك صواريخ ومسيرات الحوثيين من الساحل إلى مناطق داخلية يمثل استراتيجية تكتيكية للمليشيا بهدف تقليل فرص استهدافها من قبل التحالف العربي وقوات الحكومة الشرعية. إذ يعتبر الساحل المفتوح هدفًا سهلاً للتحالف لتعقب وضرب منصات إطلاق الصواريخ والمسيرات، لذا فإن نقلها إلى مناطق داخلية يمثل تحديًا أكبر للتحالف ويصعب عليه رصدها واستهدافها بسهولة.
إضافةً إلى ذلك، يعمل نقل الصواريخ والمسيرات إلى المناطق الداخلية على تقليل فرص تعرض المدنيين للخطر، حيث يقلل من احتمالية وقوع الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الاستهدافات الجوية. كما يعزز هذا النقل قدرة المليشيا على مواصلة تنفيذ هجماتها وتكتيكاتها بشكل مستمر دون تعريض نفسها للخطر بنفس القدر ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذا التحرك الذكي من قبل مليشيا الحوثي لا يعفيها من المسؤولية عن انتهاكاتها الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك استهدافها للمدنيين واستخدامها لهم كدروع بشرية، وهو ما يجب محاسبتها عليه.
من المهم أن تواصل الجهود الدولية لمنع مليشيا الحوثي من استخدام العنف وتهديد السلم والأمن في اليمن، بما في ذلك مراقبة نشاطها وتقديم الدعم للجهود التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للصراع الدائر في البلاد. إن استمرار تقليل خسائر المليشيا لا يجب أن يُفهم على أنه تقدم في الصراع، بل يجب أن يُنظر إليه على أنه جزء من تحركات تكتيكية في سياق أوسع للصراع الذي لا يزال مستمرا في اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق