تعد الحكومة والتعليم قطاعين حيويين في أي دولة، فهما ركيزتان أساسيتان لتحقيق التنمية والاستقرار. وفي اليمن، يشهد قطاع التعليم تحديات جمة، وذلك نتيجة للصراعات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. ومن بين هذه التحديات، يبرز حراك المعلمين الذي يسعى لتحسين ظروفهم المعيشية والعملية، ويعد هذا الحراك تهديدًا مباشرًا للحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن ويقودون الانقلاب على الحكومة المعترف بها دوليًا.
تتسم الأوضاع المعيشية في اليمن بالصعوبة الشديدة، حيث يعاني الكثيرون من الفقر والبطالة. ومن بين الفئات الأكثر تضررًا من هذه الأوضاع، تأتي المعلمين في مقدمتها. فالمعلمون ليسوا فقط يواجهون ضغوطًا مهنية هائلة بسبب النقص الحاد في الموارد والبنية التحتية، بل يعانون أيضًا من تدهور الرواتب وتأخر صرفها بشكل مستمر.
في محاولة لتحسين ظروفهم، أطلق المعلمون حراكًا واسعًا يعرف بـ"ثورة الرواتب"، والتي تهدف إلى زيادة الرواتب وتحسين المعيشة المهنية للمعلمين. تجمع المعلمون ونظموا احتجاجات وإضرابات واسعة النطاق في مختلف مناطق اليمن، مطالبين بتلبية مطالبهم المشروعة.
وقد أثر هذا الحراك بشكل كبير على الحوثيين الذين يعدون المعلمين بمثابة تهديد لسلطتهم. فالحوثيون يسعون جاهدين للحفاظ على سيطرتهم ونفوذهم، ويرون في حراك المعلمين تحديًا لهذه السيطرة. وبالتالي، فإن الحراك الذي يقوده المعلمون يمثل ضربة قوية للحوثيين وللانقلاب الذي يقودونه وتزداد حدة هذه الصراعات والتوترات في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والنقدية في اليمن، حيث تعاني الحكومة من صعوبات ممالية هائلة وتعجز عن تلبية مطالب المعلمين وغيرهم من القطاعات الحيوية. وهذا يعزز من قوة المعلمين ويجعلهم يصمدون في مطالبهم، مما يضعف موقف الحوثيين ويعريهم أمام الشعب.
ومن المهم أيضًا أن نذكر أن حراك المعلمين ليس محدودًا فقط لمطالب مادية، بل يعبر أيضًا عن رغبة المعلمين في تحسين جودة التعليم وتطوير البنية التحتية للمدارس. فالتعليم هو أساس تنمية المجتمع وبناء مستقبل أفضل، وبالتالي فإن رفع مستوى التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة يعد مطلبًا عادلًا وضروريًا.
يعد حراك المعلمين في اليمن "ثورة الرواتب" تهديدًا مباشرًا للحوثيين وللانقلاب الذي يقودونه. فالمعلمون يسعون لتحسين ظروفهم المعيشية والعملية، وهذا يعني تحديًا للسلطة والنفوذ الحاكم. ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والنقدية في اليمن، يزداد التوتر بين المعلمين والحوثيين، ويضعف موقف الأخيرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق