الخميس، 4 يونيو 2020

الذكرى الثالثة لمقاطعة دولة الارهاب قطر



فى 5 يونيو الحالى، ستحل الذكرى الثالثة لمقاطعة كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لدولة قطر، بعدما استنفدت الدول الأربع السبل الدبلوماسية كلها لمحاولة إقناع الدوحة بالكف عن أنشطتها المقوضة للاستقرار، والداعمة للإرهاب فى بقاع كثيرة من المنطقة.

ومع دخول تلك المقاطعة، التى تضمّنت عقوبات موجعة، عامها الرابع يثور عدد من الأسئلة المهمة؛ أولها: هل كان من الضرورى اتخاذ موقف جماعى ضد السلوك القطرى؟ وثانيها: إلى أى حد نجح هذا الموقف فى التأثير على سلوك الدوحة؟ وثالثها: ما الذى يتوجب فعله لاحقاً فى هذا الصدد؟

لم تصدر تصريحات حتى كتابة هذه السطور عن أىٍّ من مسئولى «الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب» بمواكبة هذه الذكرى، رغم ظهور إشارات خلال السنة الماضية عن «قنوات دبلوماسية خلفية» تتفاعل عبرها محاولات للتسوية، و«حلحلة الأزمة» بدت إرهاصاتها لافتة بموازاة حضور قطر «قمم مكة» فى رمضان قبل الماضى. لكن قطر من جانبها لم تفوت تلك الفرصة، بل انتهزت هذه الذكرى، ليس لتشن هجمات جديدة على الدول التى تقاطعها، أو تهدد باتخاذ إجراءات صارمة، أو تقلل من تأثير «الحصار»، وإنما لتطالب ضمنياً بالعودة إلى الصف الذى غادرته بسلوكها المشين.

يوم الخميس الماضى، صدر تصريحان لافتان عن قطر؛ أولهما على لسان مندوبة قطر الدائمة لدى مجلس الأمن الدولى، علياء آل ثانى، التى انتهزت فرصة عقد اجتماع افتراضى حول «حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة»، لتمرير صيحة غضب وطلب؛ إذ قالت: «إن العقوبات المفروضة على قطر تهدّد أمن واستقرار المنطقة وتنتهك القانون الدولى. تلك العقوبات تم فرضها تحت ذرائع زائفة وواهية، بدلاً من السعى لحل وتسوية الأزمة وأسبابها الجذرية».

أما التصريح الثانى، فقد صدر على لسان المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر، التى ردّت على تقارير (لم نسمع عنها) تفيد بأن الدوحة تدرس مغادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واصفة إياها بأنها «خاطئة تماماً ولا أساس لها من الصحة، وقد ظهرت إثر يأس الناس، وخيبة أملهم فى مجلس التعاون الممزق، بعدما كان مصدر أمل وطموحات».

فى هذين التصريحين ما يوفر بعض الإجابات عن الأسئلة المطروحة؛ ومن ذلك أن المقاطعة تؤثر فى الدوحة تأثيراً ملموساً، وأن تلك الأخيرة تجتهد لكى تنهيها، وأن المضى قُدماً فى المقاطعة يمكن أن يُحدث المزيد من التأثيرات والتغييرات فى سلوك قطر المقوض للاستقرار، وأن الدول الأربع يجب أن تُبقى على درجة عالية من التنسيق لحين تحقيق أهدافها المتفق عليها.

لم تقرّر «الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب» فرض هذه المقاطعة إلا بعدما تيقنت من أن الدوحة باتت أحد أكبر ممولى الإرهاب وداعميه فى المنطقة، وهو الأمر الذى استلزم وقفة حازمة، دفاعاً عن أمن واستقرار المنطقة والعالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق