تشهد المعارك فى مدينة «إدلب» شمال سوريا تطورات متسارعة الأيام الأخيرة مع تقدُّم الجيش السورى وتسديده عدداً من الضربات الموجعة لجيش الاحتلال التركى كبَّدته عشرات القتلى والجرحى فى هذه المنطقة التى تعد آخر مواقع المجموعات الإرهابية والمسلحة فى سوريا، فى هذا السياق التقت «الوطن» القائم بأعمال السفير السورى فى مصر، الدكتور بسام درويش، على هامش ندوة نظمها حزب التجمع حول الأوضاع فى سوريا بـ«القاهرة».. وإلى نص الحوار:
الجيش العربى يدافع ضد الاحتلال بـ"ضربات صريحة"
الضربات الأخيرة التى يوجهها الجيش السورى لجيش الاحتلال التركى كيف سيكون انعكاسها على مسار المعادلة السياسية والعسكرية؟
- أولاً فى البداية أود أن أقول إن هذه المعركة هى معركة يقودها الجيش العربى السورى لاستعادة أرضه من براثن التنظيمات والمجموعات الإرهابية التى يدعمها الاحتلال التركى، لذلك حين نوجه مثل هذه الضربات، فإنها حدث طبيعى، فمن مهام الجيش العربى السورى الأساسية أن يكون هذا الرد على العدوان بالصمود ورد الكيل بمكيالين. نحن فى سوريا لدينا إيمان قوى بأننا بجهود بواسل الجيش العربى السورى سنسترد كرامتنا، ونؤسس لإبقاء كرامة سوريا والسوريين عالية كما كانت عبر الزمن، وبالتالى كل أشكال العدوان المتأتى من الخارج ومن أدواته فى الداخل.
ما توصيفك لما يقوم به «أردوغان» ويقول إنه دفاع عن الشعب السورى حسب زعمه؟
- لا يوجد توصيف للعدوان التركى إلا أنه مصدر الشر، حقيقة من خلال تمرين وتسليح وتسهيل نقل عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين استُقدموا من كل بقاع الأرض لمحاربة الجيش العربى السورى، وأيضاً لإيذاء الشعب السورى برمته والعبث بمقدرات الدولة السورية، لكن صمودنا وتضحياتنا كانت له بالمرصاد، وقيادتنا الحكيمة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد كان لها دورها فى أن تعطى البعد الحقيقى للكرامة والعزة السورية التى ستجهز على هذا المشروع بانتصار كبير بعد تحرير «إدلب» بالكامل، وأيضاً طرد القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
بخصوص ضربات «إدلب»، الاحتلال التركى كان متردداً بخصوص أرقام قتلاه، هل لديكم معلومات دقيقة بشأن نتائج ضرباتكم؟
- حتى بغض النظر عن الأرقام، نحن نرد على العدوان باستهداف صريح ومباشر على مرأى من كل العالم، وهذا حقنا على أرضنا لا يستطيع أن ينتقص أحد منه، ولا يستطيع أحد أن يملى علينا إملاءات فى هذا الأمر أو أخلاقيات ما، لأن جيشنا العظيم يحارب الإرهاب نيابة عن العالم وندفع عن أمتنا شراً مستطيراً. ويجب أن نعى أن ما تقوم به سوريا وجيشها يثير كثيراً من التكاليف على الدول العربية والإسلامية وعلى دول العالم، وذلك لأنه عندما تبتر الشر فى مهده تكون أديت خدمة للإنسانية فى العالم أجمع. وعلى كل لقد صمد الجيش السورى وخلفه شعبه فى مواجهة المؤامرة التى دبرت لوطننا وينفذها «أردوغان» منذ 2011، ولم يكن لدينا أدنى خوف أو شك حيال النصر، رغم كل ما قيل من افتراءات وأكاذيب بشأن عمليات الجيش السورى، نحن صامدون فى مواجهة هذا المجرم الإرهابى القاتل «أردوغان»، ولن يتوقف الجيش السورى إلا بعد تطهير سوريا بالكامل من الغزاة الإرهابيين والمجموعات التابعة لهم، والنصر حليفنا بلا شك.
كيف قرأت بيان جماعة الإخوان بشأن وصف قتلى جيش الاحتلال التركى فى المعارك الأخيرة بـ«الشهداء»؟
- هذا أمر طبيعى، لا نستغرب ذلك، وكيف يمكن أن نستغرب ذلك؟ لأنه مشروع ويتم تنفيذه، وهو مشروع الاحتلال التركى الذى يعد مشروعاً لـ«أردوغان» تحديداً، وهو أيضاً المشروع العالمى لجماعة الإخوان، وبالتالى لا نستغرب حقيقة أن يكون رد فعل هؤلاء بهذا التعليق. هم وصفوا جنود الاحتلال التركى بالشهداء أو بهذا التعبير، لكن فى الحقيقة علينا أن نعلم أن من يدافع عن الحق هو الشهيد عند الله -سبحانه وتعالى- وليس وصفاً جزافاً يمنح لهؤلاء الذين قتلوا الشعب السورى ونكَّلوا به ودمروا مقدراته على مدى 9 سنوات، والآن عندما يرد على العدوان ويقتل هؤلاء الذين دمروا وطننا والمتورطين فى العدوان يوصفون بأنهم «شهداء»، وبالتالى نحن أمام هذه التوصيفات التى يطلقها العدوان على قتلاه أو جماعة الإخوان لا تهمنا ولا نعير لها اهتماماً كبيراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق